روسيا 2023 عام الخروج من عنق التحديات

في موسكو كان عام الفين وثلاثة وعشرين عاماً حافلاً بالأحداث والاضطرابات بل لعله كان الأكثر اضطرابا خلال العقد الفائت، فعلى الصعيد الداخلي ومع انخفاض سعر العملة الروسية جراء العقوبات الغربية تمكن الاقتصاد الروسي من خلال مجموعة من الإجراءات المعاكسة من قلب المعادلة ليحقق نمواً متفوقاً على من فرض العقوبات عليه. كما كاد تمرد مجموعة فاغنر أن يدخل البلاد في فوضى كبيرة، إلا أن القيادة الروسية تمكنت من لجم الأمور بل واستفادت من هذا التمرد ونجحت في قلب الموازين لصالحها أما خارجياً فكان الوضع في أوكرانيا هو المركز المسيطر، ففشل الرهان على تحقيق النصر العسكري على روسيا ترك للكرملين فرصة المناورة، ولم يعد يهتم بالتقدم الكبير، ليثقل كاهل الغرب بالدعم المالي والعسكري لأوكرانيا. بل وفتح الباب أمام آفاق جديدة للعلمية العسكرية. من هنا يرى خبراء أن موسكو لن تقوم بهجوم واسع بداية العام القادم على الأقل أثناء الاستعداد للانتخابات الرئاسية القادمة والتي يشارك فيها الرئيس بوتين. ومع انشغال العالم بما يجري في غزة تمكنت موسكو من تقوية تحالفات تكرس عالما متعدد الأقطاب عبر منظمات مثل بريكس وشانغهاي، وتعزيز التعامل بالعملات المحلية والابتعاد عن الدولار واليورو، ناهيك عن تعزيز التبادل التجاري مع هذه التحالفات عبر ممر شمال جنوب مع الصين ودول القوقاز.
Back to Top