السعي الصحيح في المكان الذي سعَى فيه رَسُولُ الله ﷺ - السعي في المسعى الجديد لا يصح

قال ﷺ: “خُذُوا عَنِّي مَناسِكَكُم“. إنَّ توسعة المطاف حول الكعبة تمَّت بطريقة صحيحة (ببناء طوابق علوية صعودًا مع المحافظة على حدوده) وكما في بناء الجسر المؤقت في هواء المطاف، أيضًا الحل الموافق للشرع في المسعى يكون (ببناء طوابق علوية صعودًا أو نزولًا فإنه كان وادِيًا، مع المحافظة على عَرضِهِ) الذي أقرَّه رَسُولُ الله ﷺ وأجمعَت عليه الأمة، من غير زيادة على العرض بالذهاب في البناء إلى الساحة الخارجية والتي هي مكان (سوق العطارين) قديمًا، على هذا علماء الإسلام ومنهم الحافظ النووي فقد قال في “المجموع“: “قال الشافعي والأصحاب: لا يجوز السعي في غير موضع السعي، فلو مرَّ وراء موضع السعي في (زقاق العطارين) أو غيره لم يَصِحَّ سَعيُه؛ لأن السعي مختص بمكان فلا يجوز فِعْلُهُ في غيره كالطواف“. وقد نقل الإجماع على ذلك مُلَّا علي القاري الحنفي في “مرقاة المفاتيح“. في وقتنا هذا، عملوا في الطابق (السفلي فقط) مسعًى صحيحًا يتطابق مع القديم والذي سقفُهُ قريب جدًا غير مرتفع (يقولون له “البادروم“ تحت الأرض) هذا يصح السعي فيه، وتركوا بقية الطوابق تشملها تلك التوسعة. فمن أراد أن يسعى سعيًا صحيحًا في غير (البادروم)، أي من (الأرضي) وصعودًا إلى الطوابق العليا، يسعَى ذهابًا وإيابًا في (الممر الأقرب للكعبة)، أما ذاك الممر الأبعد فلا يصح السعي فيه. ثبَّتَنا اللهُ وإياكم على الحق.
Back to Top