كلمة الرئيس جمال عبد الناصر إلى شباب لبنان
25/2/1958
أيها المواطنون:
إن هذا الشعور بالوحدة العربية هو أمل كبير فى المستقبل، إن الوحدة العربية هى الطريق إلى الحرية وإلى القوة، وإن الحرية أيضاً هى الطريق إلى الوحدة العربية وإلى تثبيت دعائم القومية العربية.
واليوم - ونحن نحتفل بمولد الجمهورية العربية المتحدة - أحب أن أقول لكم كما قلت بالأمس: إن الشعب العربى فى كل مكان قد أعلن منذ زمن طويل عن تضامنه، وعن وحدته، فالوحدة العربية هى الآن حقيقة واقعة رغم اصطناع الحدود، ورغم اصطناع المؤامرات، ورغم المحاولات اليائسة التى يحاول أعداء الوحدة أن يقوموا بها فى سبيل رد هذا الطوفان الجارف.
لقد رأيت مشاعركم بالأمس واليوم وأول أمس، وقبل ذلك فى القاهرة مشاعر متشابهة.. مشاعر من القلب؛ كالطوفان تعبر عن أمل واحد هو الوحدة العربية لكل العرب، فى جميع بلاد العرب.
لقد كانت سوريا ومصر دائماً على اتحاد فى كل شىء؛ فى الأهداف، وفى السياسة، وفى المؤامرات، وفى العدوان، وفى حرب الأعصاب، وفى الحرب الاقتصادية. هذه العوامل جميعاً وحدت بين سوريا ومصر، وليس إعلان الجمهورية العربية المتحدة إلا الوثيقة الرسمية عن هذه الوحدة؛ لأن هذه الوحدة قامت منذ زمن طويل.. منذ وحد بيننا الكفاح.
واليوم نشعر أن هناك وحدة تجمع بين أبناء العالم العربى كله، بين أبناء الأمة العربية كلها، الوحدة التى نتجت عن الكفاح فى سبيل الحرية، والكفاح فى سبيل الاستقلال، والكفاح فى سبيل التطور الاجتماعى، والكفاح فى سبيل الحياة الحرة السعيدة. هذا الكفاح الذى نشعر به فى كل بلد، وفى كل وطن من الأوطان العربية إنما يعبر عن الوحدة العربية.
لقد كافح ال