يحمل تفجير جسر القرم الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم رسالة ضمنية لموسكو من عدة محاور فهو الجسر الذي أعاد ربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية براً وهو رمز لهذه الوحدة بعد ضم القرم إلى روسيا في مارس عام الفين وأربعة عشر, رمزية دفعت موسكو إلى أن تتوعد سابقا كل من تسول له نفسه في استهداف الجسر بأنه سيطلق لسيناريو يوم القيامة.
فجسر القرم يعد أطول جسر في أوروبا بطول تسعة عشر كيلومتراً يربط كراسنودار شرقاً بشبه جزيرة القرم غرباً عبر جسرين متوازيين أحدهما للسيارات والآخر للسكك الحديدية لتسهيل نقل البضائع من وإلى شبه الجزيرة، من هنا فإن استهدافه في هذا التوقيت بالذات يحمل دلالات بالغة الخطورة وهو ما يفسر الذعر الغربي من إمكانية استخدام السلاح النووي.
في موسكو اعتبرت بعض الأصوات أن ما جرى هو إعلان حرب بلا قواعد من الجانب الأوكراني الأمر الذي يتطلب رداً سريعاً وإلا فإن هذه الحوادث ستتكرر، في حين يترقب البعض الآخر رد الفعل على هذا التطور قد يشكل منعطفاً جديداً وخطيراً في الأزمة الأوكرانية، خاصة وأن سخرية بعض المسؤولين الأوكران تعمق من فرضية ضلوع كييف بهذه العملية.